عندما يدرس تاريخ العلم أو تكتب مراجع أو كتب عنه، غالبا يتم تذكر قصص النجاح، قوانين كيبلر، جاذبية نيوتن ، النسبية، نظرية الكم.. ألخ. و لكن نادرا ما تذكر قصص الفشل، نادرا لدرجة أنها قد تعطى الأنطباع أن العلماء فى نجاح مستمر و دائما على صواب! الحقيقة أن لكل قصة نجاح هناك الكثير من القصص لعلماء قاموا بأكتشفات وهمية و نظريات لم تحصل على أى نوع من نجاح، بل بعض هذه القصص كان "موضة" لبعض الوقت و أختفت مع الزمن. جمال دراسة هذه القصص أنها تظهر كم هو من السهل إن يخطئ العلماء مهما كانت مكانتهم، كم من اصعب أن تكون نظريتك أو أكتشافك ناجح و قدرة الأنسان العجيبة على خداع النفس.
من قصص الفشل المفضلة لدى هى قصة أشعة إن (N Ray).
أول مرة قرأت عن هذه القصة كان من عدة سنوات و أنا أقرأ محاضرة لعالم الكيمياء الأمريكى أرفينج لونجيمور عن "العلم المريض". فى أوائل القرن العشرين بعد أكتشاف رونتجين لأشعة أكس، كان هناك موجة كبيرة من دراستها و دارسة خصائصها. و فى عام 1903 ، أعلن عالم فيزياء فرنسى من جامعة نانسى أنه أكتشف نوع جديد من الأشعة و أطلق عليها أشعة إن( على أسم المدينة، نانسى) و هذا أثناء قيامه بتجارب على الأشعة السينة. ليس فقط أعلن أكتشافها بل أيضا أكتشف لها مجموعة من الخواص و أنها تشع من معظم المواد. أثار أكتشافه ضجة و حاول البعض كما هى العادة فى العلوم من تكرار التجربة، و نجحت معهم بالفعل !و لكن بعض المعامل فى إلمانيا و بريطانيا لم يستطيعوا أن يكرروا النتائج مما جعل البعض يشكك فى صحة الأكتشاف و منهم مجلة ناتشير المعروفة. و لهذا السبب قامت ناتشر بأرسال عالم أمريكى أسمه رويريت وود للتأكد من صحة التجربة. و قام المكتشف و فريقه بتكرار التجربة و حصلوا النتائج بناجح! و هذه الأثناء، و لأن الغرفة كانت مظلمة، فقام وود بأزالة منشور يعتبر جزء أساسى من الجهاز الذى يستخدم لكشف الأشعة إن بدون علم الفريق، و طلب من الرجل الفرنسى إن يقوم بالتجربة مرة أخرى، الغريب أن التجربة أعطت نتائج ناجحة! و بهذا أتضح إن الأشعة أن ما هى ألا وهم كبير و قام وود بنشر ما قام به، الأمر الذى دمر السمعة العلمية للعالم المكتشف.
لم أذكر الكثير من التفاصيل، تستطيعوا الحصول عليها من المصادر، و لكن يظل المغزى الأساسى من القصة واضح، هى قدرتنا الكبيرة على وهم أنفسنا و وهم غيرنا معنا حتى لو كنت عالم كبير. و مثل هذه القصة يوجد الكثير و الكثير، فنتذكر أن ننظر دائما لنفسنا و نقول: هل أنا مخطئ؟
المصادر:
N Ray, Wikipedia http://en.wikipedia.org/wiki/N_ray
N Ray from Irving Langmuir "Pathological Science" http://www.cs.princeton.edu/~ken/Langmuir/langB.htm#Nrays
Blondlot and N Rays, Skeptic dictionary http://www.skepdic.com/blondlot.html
من قصص الفشل المفضلة لدى هى قصة أشعة إن (N Ray).
أول مرة قرأت عن هذه القصة كان من عدة سنوات و أنا أقرأ محاضرة لعالم الكيمياء الأمريكى أرفينج لونجيمور عن "العلم المريض". فى أوائل القرن العشرين بعد أكتشاف رونتجين لأشعة أكس، كان هناك موجة كبيرة من دراستها و دارسة خصائصها. و فى عام 1903 ، أعلن عالم فيزياء فرنسى من جامعة نانسى أنه أكتشف نوع جديد من الأشعة و أطلق عليها أشعة إن( على أسم المدينة، نانسى) و هذا أثناء قيامه بتجارب على الأشعة السينة. ليس فقط أعلن أكتشافها بل أيضا أكتشف لها مجموعة من الخواص و أنها تشع من معظم المواد. أثار أكتشافه ضجة و حاول البعض كما هى العادة فى العلوم من تكرار التجربة، و نجحت معهم بالفعل !و لكن بعض المعامل فى إلمانيا و بريطانيا لم يستطيعوا أن يكرروا النتائج مما جعل البعض يشكك فى صحة الأكتشاف و منهم مجلة ناتشير المعروفة. و لهذا السبب قامت ناتشر بأرسال عالم أمريكى أسمه رويريت وود للتأكد من صحة التجربة. و قام المكتشف و فريقه بتكرار التجربة و حصلوا النتائج بناجح! و هذه الأثناء، و لأن الغرفة كانت مظلمة، فقام وود بأزالة منشور يعتبر جزء أساسى من الجهاز الذى يستخدم لكشف الأشعة إن بدون علم الفريق، و طلب من الرجل الفرنسى إن يقوم بالتجربة مرة أخرى، الغريب أن التجربة أعطت نتائج ناجحة! و بهذا أتضح إن الأشعة أن ما هى ألا وهم كبير و قام وود بنشر ما قام به، الأمر الذى دمر السمعة العلمية للعالم المكتشف.
لم أذكر الكثير من التفاصيل، تستطيعوا الحصول عليها من المصادر، و لكن يظل المغزى الأساسى من القصة واضح، هى قدرتنا الكبيرة على وهم أنفسنا و وهم غيرنا معنا حتى لو كنت عالم كبير. و مثل هذه القصة يوجد الكثير و الكثير، فنتذكر أن ننظر دائما لنفسنا و نقول: هل أنا مخطئ؟
المصادر:
N Ray, Wikipedia http://en.wikipedia.org/wiki/N_ray
N Ray from Irving Langmuir "Pathological Science" http://www.cs.princeton.edu/~ken/Langmuir/langB.htm#Nrays
Blondlot and N Rays, Skeptic dictionary http://www.skepdic.com/blondlot.html
No comments:
Post a Comment